(جرش) مدينة أردنية يحتضنها تاريخ عريق وتغتسل في نهر الذهب

إضافة تسمية توضيحية
البيان نيوز مصداقية رفاد عياصره:
    يقصد السياح القادمون من كل حدب وصوب مدينة (جرش) الأردنية ليتسنموا عبق الحضارة والتراث الإنساني في هذه المدينة التي تنام في أحضان التاريخ العريق.
وتهب على السياح والزوار نسائم مجد تليد حتى قبل وصولهم إلى المدينة التاريخية التي قصدوها ليقرأوا صفحات المجد منحوتة ومحفورة على جدران المعالم الحجرية للمدينة التي تعد نموذجاً فريداً للمدينة القديمة المتكاملة بمعالمها الرائعة.

وتنام هذه المدينة الوادعة منذ أكثر من 3000 عام في أحضان تاريخ عريق نسجت فصوله وكتبت صفحاته حضارات الاغريق والروم والعرب المسلمين من الأمويين والعباسيين وغيرهم ممن جاؤوا إليها غزاة أو فاتحين.

وتغتسل جرش بمياه نهر الذهب الذي كان في قديم الزمان يدير طواحينها العامرة كما أوحت مياهه الغزيرة الى أهلها ببناء الحمامات في القرن الثاني للميلاد لكن مياه النهر قاربت على النضوب بفعل السنين ومع ذلك لا يزال يترقرق عبر الأطلال الباقية.
ويعود تاريخ تأسيس (جرش) إلى عهد الاسكندر الكبير في القرن الرابع قبل الميلاد أو ما يعرف بالعصر اليوناني وكانت تسمى آنذاك (جراسا) في تحريف لاسمها السامي أو الكنعاني (جرشو) ومعناه مكان كثيف الأشجار.
عاشت مدينة جرش عصرها الذهبي تحت حكم الروم الذين أدخلوا إليها الديانة المسيحية بحلول عام 350 ميلادي لتنتعش فيها لاحقاً حركة تشييد الأديرة التي دمر معظمها على يد الجيوش الفارسية الغازية.
وفي عام 635 ميلادي وصلت جيوش الفتح الإسلامي إلى جرش بقيادة شرحبيل بن حسنة في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ليعود الأمن والاستقرار إلى المنطقة كلها ولتستعيد المدينة ازدهارها في العصر الأموي.
ودمر زلزال عنيف أجزاء كبيرة من هذه المدينة سنة 747 ميلادية كما أدت الزلازل المتلاحقة ومعها الحروب والفتن التي ضربت المنطقة لاحقاً إلى دمار إضافي أسهم في خرابها وبقيت أنقاضها مطمورة في التراب مئات السنين إلى أن اكتشفها سائح ألماني سنة 1806 ليبدأ التنقيب عنها وإعادة الحياة إليها لتنهض (جرش) الحالية على يد جالية من المسلمين الشراكسة الذين هاجروا إلى الأردن من بلاد القفقاس عام 1878 للميلاد إثر الحرب العثمانية الروسية.
وكشفت التحريات الآثارية عن سور عريض كان يحيط بالمدينة ويمتد مسافة 5500 متر ويعود بناؤه إلى القرن الأول الميلادي.
ومن أبرز المعالم البديعة التي تفاخر بها (جرش) والتي تقف حتى الآن شاهدة على عظمتها وعزها (قوس النصر) على المدخل الجنوبي الذي أقيم عام 129 للميلاد احتفاء بزيارة الامبراطور الروماني (هادريان) للمدينة في العام التالي.
ولكثرة الأعمدة التي تزين مختلف معالمها تسمى جرش أيضاً (مدينة الألف عمود) ومعظمها تلك التي تحف بشارع الأعمدة المبلط من الجانبين وهو الشارع الرئيسي في المدينة الرومانية وطوله نحو كيلومتر ولا يزال 71 من أصل 520 عموداً رخامياً هناك منتصبة في مواقعها محتفظة بقواعدها وتيجانها المزخرفة ببراعة لافتة.
ويوم السياح والزوار المسرح الجنوبي وهو مدرج روماني تقليدي بني أواخر القرن الأول الميلادي ويستوعب 5000 متفرج اضافة إلى المسرح الشمالي الذي يسع 1200 مشاهد وكان مخصصاً للمبارزات ومصارعة الحيوانات المفترسة.
ويستغل المدرجان حالياً لعرض الفعاليات الفنية والثقافية من مسرحيات وحفلات غنائية وأمسيات شعرية يتضمنها (مهرجان جرش للثقافة والفنون) السنوي الذي انطلق لأول مرة عام 1981م بمبادرة من الملكة نور الحسين.
وتستيقظ (جرش) من نومها في شهر يوليو كل عام حين تبدأ فعاليات المهرجان فتستعيد المدينة أمجادها العريقة وبعض الازدهار الذي كانت عليه في غابر أيام العز والمجد.
ويقدم المهرجان للسياحي العرب والأجانب وللمواطنين توليفة فريدة من العروض التراثية والثقافية والفنية التي تمثل ثقافات العالم وفنونه وتعبر عن أرقى الفنون العالمية ما أكسب المهرجان والمدينة سمعة متميزة ووضع الأردن على خارطة الثقافة الدولية.
تعد جرش من المدن الأثرية التاريخية التي ظلت صامدة وبقيت معظم معالمها باقية رغم مرور الآف السنين، وهذا يدل على روعة الهندسة التي صممت هذه المدينة لتظل خالدة حتى يومنا هذا محتفظة بشوارعها المبلطة واعمدتها ذات التيجان العالية ومسارحها ومدرجاتها وساحاتها. وقد أثمرت الجهود الدؤوبة التي بذلتها فرق متخصصة بالآثار من مختلف أنحاء العالم بترميم الآثار وإعادتها إلى سابق عهدها الذي بنيت عليه قبل مئات السنين.
يؤمن مركز الزوار بالقرب من البوابة الجنوبية والذي يستمر في عمله طوال النها،ر حتى ساعات المساء الأدلة والكتيبات والخرائط والمعلومات للزوار والراغبين بالتعرف على تاريخ هذه المدينة العريقةوأنت قادم من عمان بإتجاه الشمال تطالعك بوابة عمان أو قوس هدريان وهو القوس الذي بني إحتفالاً بزيارة الإمبراطور هدريان الى جرش عام 129م وقد أصبح بوابة المدينة الجنوبية الرئيسية
ميدان سباق الخيول
يرجع بناء هذا الميدان الى منتصف القرن الثاني وبداية القرن الثالث للميلاد بمساحة 245م طولا ًو 52م عرضاً ليتسع ل (15000) متفرج، حيث كانت نظام السباقات للعربات والرياضات الأخرى.
الاعمدة (كاردو)
شارع كاردو هو العمود الفقري لجرش الأثرية، يبلغ طوله 800م مرصوفاً بالحجارة ومازالت آثار عجلات العربات اليونانية والرومانية واضحة على حجارته، وتدل هندسة هذا الشارع على التقدم المذهل لإنسان ذلك العصر، إذ توجد تحت أرصفة الشارع شبكة مياه تمتد على طول الشارع وعلى جوانبه فتحات منظمة
الكاتدرائية
قبل أن يقترب شارع الأعمدة من نهايته وعلى الجانب الأيسر فيه تقع البوابة الضخمة الغنية بالأشكال المنحوتة لمعبد (ديونيسيوس الروماني) والذي بني في القرن الثاني للميلاد، تم أعيد بناءه في القرن الرابع للميلاد ليكون كنيسة بيزنطية تسمى حالياً (كاتدرائية)، ومقابل الجهة الخارجية لجذار هذه الكاتدرائية من جهة الشرق يقوم مزار القديسة مريم وعليه كتابة منقوشة تشير إلى العذراء مريم والملاكين الحارسين مخائيل وجبرائيل.
سبيل الحوريات
شاع في المدن الرومانية وجود النوافير في مركز المدينة لتشكل نقطة النقاش ولهذا يشاهد في معظم المدن الرومانية مثل هذه النوافير، وفي جرش التاريخية تم بناء هذه النوافير 191م وخصصت للحوريات، وقد حافظت هذه النوافير على مكوناتها التي كانت مزخرفة بواجهات قسمها الأدنى وفي قسمها الأعلى يكون مطلياً بالجبس ويطليها سقف أشبه بالقبة، تتساقط المياه عبر سبع رؤوس أسود منحوته على احواض صغيرة على رصيف المشاة وتفيض من هناك لتمر عبر مجاري الصرف إلى مياه التخزين تحت الأرض.
المدرج الشمالي
بُني المدرج الشمالي عام 165 م. أمامه باحة محاطة بالأعمدة يتخللها درج يؤدي إلى المدخل. اشتمل المدرج أساساً على 14 صفاً من المقاعد فقط واستُخدم لعروض ولاجتماعات مجلس المدينة... الخ. عام 235 م. ضوعفت سعة المدرج على ما هي عليه الآن لتسع 1600 مقعد. أُهمل المسرح في القرن الخامس ونهبت حجارته  لإستخدامها  في تشييد مبان أخرى
المدرج الجنوبي
بني المدرج الجنوبي في عهد الإمبراطور دوميتيان، بين عامي 90 و92 م. ويمكنه أن يسع أكثر من 3000 متفرّج. أُعيد بناء المستوى الأول من المدرج المزخرف الذي كان في الأصل مؤلفاً من طابقين، ولا يزال يُستخدم حتى اليوم. يتيح نظام السمعيّات المدهش للمتحدث من وسط أرضية الأوركسترا أن يُسمِع صوته إلى كل من في المدرج من دون الاضطرار إلى رفعه. يؤدي ممران مقنطران فيه إلى موضع الأوركسترا، وتقود أربعة ممرات في جهة المدرج الخلفية إلى صفوف المقاعد الأمامية. كان بالإمكان حجز المقاعد، وهذا ما تش
 
متحف جرش الأثري
تأسس متحف جرش الأثري سنة 1923 م. داخل قبوٍ في فناء معبد أرتميس. نُقل المتحف عام 1985 إلى مبنى استراحة جرش القديمة المطّور وأُطلق على أوّل معرض أقيم فيه اسم "الأردن عبر العصور". حالياً، يُخصّص المتحف للاكتشافات التي تتمّ في منطقة جرش فقط، وتشمل مجموعاته كافّة العصور الأثريّة في المنطقة بدءًا من العصر الحجريّ وصولاً إلى عهد المماليك. تُعرض فيه الاكتشافات وفقاً لتسلسل زمنيّ مع تقسيمات ترتيبيّة للرّموز وتقسيمات وظيفيّة.

يحتوي المتحف على مجموعة واسعة من القطع الفخارية والزجاجية والمعادن والعملة بالإضافة إلى الأحجار الكريمة والتماثيل المتعدّدة الأحجام، والمذابح الرخامية والحجرية،والفسيفساء.

في حديقة المتحف، تُعرض نقوش أثرية يونانية ولاتينية بالقرب من تماثيل الرخام والنواويس. كانت مدينة جرش (جراسا) إحدى مدن الديكابوليس ( أي حلف المدن العشر). إنّها تُعتبر من أكبر المدن الرومانية المحليّة، إذ تحتوي على معابد رومانية، وشوارع مرصوفة، ومدرجات وجسور وحمامات محفوظة حتى أيامنا هذه. كما تضم المدينة مبانٍي أثرية حوفظ عليها من آثار الزمن كالبوابة الأثرية، وسبيل الحوريات وميدان سباق الخيل. بالإضافة إلى ثماني عشرة كنيسة تعود إلى العهد البيزنطي ومعظمها مرصوف بالفسيفساء. لا يزال جدار المدينة مع بوّاباته الأربع بحالة جيدة في أماكن متعددة.

متّخذاً موقعه في قلب الآثار، يفتح المتحف أبوابه يومياً من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الرابعة ظهراً في الشتاء، ومن الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة السابعة مساء في الصيف (أيام الجمع والعطل من الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة الثالثة ظهراً). الدخول مجاني )

0 ارسل تعليقا

إرسال تعليق
Powered by Blogger | Big News Times Theme by Basnetg Templates

Latest News

>> <<

  • Recent Posts
  • Comments

    Blog Archive

    Followers

    محليات
    You are here : Home »

    Popular Posts