"الربيع العربي" يظهر على استحياء أثناء الحج


د

حجاج البيان نيوز-   يختتم الحجاج مناسك حجهم بعد رحلة روحانية فريدة وأجواء إيمانية في المشاعر الإسلامية المقدسة في مدينة مكة.استثمر الحجاج أغلب وقتهم في الدعاء والذكر وقراءة القرآن، ولكن لم يغب ما بات يعرف عالميا باسم "الربيع العربي" عن مشهد اللحظة.


فالحج هذا العام يتزامن مع ثورات وانتفاضات عربية أطاحت بأنظمة ولا تزال أنظمة أخرى تترنح تحت ضغط شعبي غير مسبوق في العقود الأخيرة.
مظاهر هذا الربيع العربي تجلت في مناطق متفرقة من الشعائر المقدسة، بدءا بالحرم المكي، ومرورا بصعيد عرفات ومنطقة منى.
ونظرا لوجود أكثر من ثلاثة ملايين حاج وحاجة، فإنه من الصعوبة بمكان أن يرصد الصحفي كل شئ في الحج خاصة في ما يتعلق بالشعارات السياسية.
زميل لي من وكالة رويترز للأنباء التقط صورا بهاتفه المحمول لحجاج سوريين في منطقة الحرم المكي وقد كتبوا على ملابس إحرامهم من الوراء "درعا"، في إشارة إلى المدينة السورية التي شهدت احتجاجات دامية على حكم الرئيس بشار الأسد.
وكانت السلطات الكندية قد أكدت خبر اعتقال إمام كندي من أصل صومالي في المدينة المنورة قبل يومين من بدء الحج لإلقائه خطبة انتقد فيها دور السعودية في قمع احتجاجات الأكثرية الشيعية في دولة الجوار البحرين، عندما أرسلت قوات في إطار قوات درع الجزيرة التابعة لمجلس التعاون الخليجي إلى المنامة في مارس/آذار الماضي.
ترقب وانزعاج
ولم تخف السلطات السعودية انزعاجها من الربيع العربي، فثورة التغيير الشبابية التي تجتاح العالم العربي أثبتت قدرتها على عبور الحدود الجغرافية ووصلت إلى جوار المملكة، تحديدا في البحرين واليمن.
كما أن شبابا سعوديا، بعضهم يعمل في مؤسسات حكومية، تحدثوا عن "انبهارهم" بما فعل نظرائهم في تونس ومصر، وإن أكدوا في الوقت نفسه على أن طبيعة المجتمع السعودي تختلف كل الاختلاف عن هاتين الدولتين.
كانت الرياض أيضا قلقة من مما أسمته بتسييس الحج هذا العام، ليس بسبب الربيع العربي فحسب، بل أيضا لتوتر العلاقات مع إيران بعد أن اتهمت الولايات المتحدة إيرانيين اثنين بالتآمر لاغتيال السفير السعودي في واشنطن بدعم من طهران. ونفت ايران تلك الاتهامات.
وفي الشهر الماضي اتهمت وزارة الداخلية "قوى أجنبية"، وهو تعبير يفسر بشكل واسع على أنه يعني إيران، بتحريض أفراد من الأقلية الشيعية في المنطقة الشرقية بالسعودية على شن هجوم مسلح على مركز للشرطة وإصابة أحد عشر شخصا من قوات الأمن.
هل الرياض محصنة؟
قلق السعودية ونظامها الملكي كان واضحا في تصريحات ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز الذي أكد في مؤتمر صحفي قبل بدء الحج مباشرة أن "المملكة مستعدة لمواجهة كل الأمور مهما كانت وستستخدم الطرق السلمية في معالجة أي حدث أو فوضى وستضطر لمنعها إذا حدثت."
وردا على سؤال لبي بي سي إذا كانت الرياض محصنة من امتداد المد الثوري العربي، قال الأمير نايف "ما يحدث في بعض الدول الشقيقة شأن داخلي وأثبت الواقع في المملكة تلاحم الشعب بقيادته وثقة قيادته بالشعب، وثقة الشعب بالقيادة".
وأكد علماء الدين السعودي في خطبهم كثيرا على عدم مشروعية الخروج عن الحاكم، فطاعة الحاكم من طاعة الله كما يقولون.
ففي الخطبة التي ألقاها من مسجد نمرة في يوم عرفة، قال مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ إن " الالتحام بين الراعي والرعية يعد إحدى خصائص الشريعة الإسلامية"، وإن "الراعي يسعى لتفقد رعيته وحل مشكلاتهم، والرعية تحب راعيها وتدعو له."
وفي الأشهر الأخيرة الماضية، اتخذ الملك عبدالله بعض الإصلاحات من بينها سماحه للمرأة بالتصويت والترشح في الانتخابات المحلية اعتبارا من عام 2015، كما أنه أمر في مارس/ آذار الماضي برفع الأجور وصرف إعانات مالية فورية للعاطلين والعاطلات عن العمل.
ويصر المسؤولون أن الإصلاحات لم تأت نتيجة لضغوط خارجية. إلا أن ناشطين ومفكرين يفسرون القرارت الملكية الأخيرة على أنها نوع من أنواع الاستجابة للربيع العربي في الري

0 ارسل تعليقا

إرسال تعليق
Powered by Blogger | Big News Times Theme by Basnetg Templates

Latest News

>> <<

  • Recent Posts
  • Comments

    Blog Archive

    Followers

    محليات
    You are here : Home »

    Popular Posts